مجنونة اليابان نائبة المديره
الهوايات : اوسمتي في المنتدي :
عدد المساهمات : 1115 رصيد نقاطكـ : 1563 تاريخ التسجيل : 11/07/2011 العمر : 29 الموقع : الرياض لقب اضافي : semo^_______^
| موضوع: مجموعة قصص واقعية ومؤثرة لكل من يبحث عن ......... السبت يوليو 30, 2011 9:07 am | |
| رسائل قصصية أوجهها إلى كل فتاة غرقت في مستنقع الحب المزعوم ,, وغُررت به ,,, ضناً منها أن هذا هو الحب الحقيقي وهي لا تدري ولا تعلم بأن من أوكلته وأعطته حبها ,, وجل وقتها إنما هو ذئب بشري يصطاد فريسة في الماء العكر ,, فبمجرد ما إن ينتهي من غرضه وحاجته , ويسلب منها أغلى ما تملك,, يرميها رمي الكلاب ويبحث عن فريسة أخرى ,, ويتركها تصارع الهموم والأحزان لوحدها ,,,
وأنا من خلال اطلاعي على قسم " المشاكل العاطفية" وجدت أن بعض المشكلات تدور حول الحب الوهمي والمحرم ,, أو مايسمونه " بالحب العذري.......؟؟؟؟!!!!!" لذلك أحببت أن أضع هذه القصص بين يدي كل فتاة تعيش هذا الواقع المرير ,, أو تحاول البحث عنه ,, لترى ما هي النتيجة النهائية لكل علاقة غير شرعية "سواء حب أو غيره",,
إيماناً مني بقوله تعالى : {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}
كما أنني أبعث هذه الرسائل إلى كل شاب حاول إغراء أي فتاة وأوقعها في مصيدته بأن يتقي الله ,, ويخاف عقابه ,, وإن نجوت من عقوبة الدنيا فلن تنجو من عقاب الآخرة ,, وكما تدين تدان... القصة الأولى : ضيعتني مكالمة !!! إنه كاذب مخادع، لا يستحق مني إلا الازدراء استغل حبي له وانجذابي نحوه ولطخ سمعتي وشهر بأسرتي وأثار الشبهات في كل جانب من حياتي . تكفكف ((فوزية)) وهي فتاة في عمر الزهور، ينسكب دمعها الساخن وتقول بصوت هامس أقرب إلى النحيب: اكتبوا قصتي على لساني حتى تتعظ كل غافلة وتفهم الدرس كل شاردة من تقاليدها ومبادئ أسرتها.
تخرجت فوزية من الثانوية العامة، لم تدخل الجامعة لأسباب كثيرة. إلا أنها عوضت تعثر الدخول إلى ساحات الجامعات الفسيحة، بأمل أن تدغدغ حواسها وعواطفها مثل أية فتاة في سنها، كانت آمال وأحلام فوزية تكبر كل يوم أن تكون زوجة وأماً لأطفال. ترعى بيتها.. وتحضن صغارها.
ربما استعاضت عن الجامعة بأحلامها الكبيرة والصغيرة. لم يكن يشغلها غير اتساع طموحها كل يوم.. بل في كل ساعة ولحظة وفجأة.. دخل شاب في حياتها. تقول فوزية وقد استعادت رباطة جأشها وكأنها تصرخ ليسمعها جميع من في آذانهم صمم.
تعرفت عليه من خلال الهاتف. أوصلتني به شقيقته. وتربطني بها صداقة عمر وذكريات صبا. فاجأتني ذات مساء ونحن نتجاذب أطراف الحديث عبر الهاتف. - قالت: ما رأيك في أخي؟ - قلت: ماله.. إنه إنسان طيب مثلك تماماً. - قالت: لا أقصد ذلك بالتحديد. - قلت: وماذا تقصدين؟ - قالت بجرأة: ماذا لو تقدم لخطبتك.-
صرخت فوزية: لا .. لا.. يا صديقتي ليس بعد، أنا في بداية الطريق ولا أود التعجل في هذا. شعرت بنبرة أسى في صوت صديقتي.. يبدو أنها عاتبة عليّ.. ياه لقد أغضبت صديقة عمري، أكملنا المحادثة في ذلك المساء، وجلست أفكر لوحدي، تبعثرت الأفكار، وصرت مثل السفينة التي تتلاطمها الأمواج يمنة ويسرة.. أصارحكم القول: مشاعري لا توصف، ها قد جاءني عريس.
بعد أيام عاودت صديقة العمر لتجدد الطلب من جديد، وخارت مقاومتي أمام طموحي في أن أكون أماً وزوجاً وصاحبة قرار ورأي.. وعدتها بالتفكير ولم يطل الانتظار.. لقد منحتها موافقتي بلا قيد أو شرط. بدأت أحادثه ويحادثني عبر الهاتف لساعات طوال، صرت مأخوذة به وبحديثه المعسول، لم أسمع كلاماً حلواً مثل هذا في عمري.. يا حياتي! حبيبتي. تطورت العلاقة بيننا، صرنا نرسم مستقبلنا وأيامنا القادمات في خيالاتنا الواسعة.. شكل عش الزوجية الذي سيحتوينا.. أطفالنا القادمون.. رحلاتنا التي لن تنتهي.. تقاسم العواطف.. الإيثار والتضحية.. ثم الصبر.
لم تمض مدة طويلة على هذا الحلم قررت أن أضع حداً لهذه العلاقة من جانبي لا تسألوني عن الأسباب.. فإذا عرف السبب بطل العجب.. تقول فوزية: حاول أن يثنيني عن قراري ألح علي ألا سارع بشيء وأن أنتظر إلا أنني مضيت في سبيلي.. (( أنا لا أحبك أتركني لشأني)) .
مثل كل شاب أناني متغطرس جنّ جنونه.. هددني تحول القط لأليف إلى حيوان مفترس خبيث.. بدا في ابتزازي بصورة أهديتها له، قال إنه سيبدأ في توزيعها لتشويه سمعتي إن لم أتراجع عن قراري.. فزادتني نذالته شدة على موقفي.. ونفذ الخائن ابتزازه وتهديده، بعث بصورتي إلى والدي.. تصوروا !!.
كاد أبي أن يقتلني حاولت إقناعه بشتى الصور بكيت أمامه.. اسمعني يا أبي، أقسم لك أنني بريئة، هذا الوغد وعدني بالزواج ووافقته ثم رفضته.. لم يصدقني أبي الحبيب لقد فقد ثقته فيّ إلى الأبد!! .
مازلت أعاني، أنا بين نارين؛ والد عزيز سحب من تحت قدمي كل عوامل الثقة، وشاب خبيث أحمق مازال يتوعدني ويلاحقني باتصالاته المتكررة.. ليسَ أنا وحدي.. بل شقيقاتي بصورة أنتزعها مني بواسطة شقيقته.. لم يقف عند هذا الحد.. بل يمضي في ابتزازه وتهديده لي ولكل من حولي بأنه سيلجأ للسحر لاستلاب موافقتي للزواج منه. أنا أموت كل يوم ألف مرة !! .[/CENTER]
"عكاظ" القصة الثانية :
العباءة الكارثة...!!! [CENTER] لم يكن يدور، بخلدها أن الأمر سيؤول بها إلى هذا الحد، فقد كان الأمر مجرد عبث بسيط بعيد عن أعين الأهل.. كانت مطمئنة تماماً إلى أن أمرها لا يعلم به أحد!! حتى حانت ساعة الصفر ووقعت الكارثة!!
زهرة صغيرة ساذجة يبتسم المستقبل أمامها، وهي تقطع الطريق جيئةً وذهاباً من وإلى المدرسة. كانت تترك لحجابها العنان يذهب مع الهواء كيفما اتفق، ولنقابها الحرية في إظهار العينين. وبالطبع لم تكن في منأى عن أعين الذئاب البشرية التي تجوب الشوارع لاصطياد الظباء الساذجة الشاردة.
لم يطل الوقت طويلاً حتى سقط رقم هاتف أحدهم أمامها. فلم تتردد أبدأ في التقاطه! تعرفت عليه فإذا هو شاب أعزب قد نأت به الديار بعيداً عن أهله، ويسكن وحده في الحي!
رمى حول صيده الثمين شباكه، وأخذ يغريها بالكلام المعسول، و بدأت العلاقة الآثمة تنمو وتكبر بينهما، ولم لا والفتاة لا رقيب عليها فهي من أسرة قد شتت شملها أبغض الحلال عند الله ، وهدم أركانها الخلاف الدائم ، فأصبحت الخيمة بلا عمود يحملها، وسقطت حبالها، فلا مودة ولا حنان يربطها.
ألح عليها أن يراها، وبعد طول تردد وافقت المسكينة. وليتها لم توافق، فقد سقطت فريسة سهلة في المصيدة بعد أن استدرجها الذئب إلى منزله ولم يتوان لحظة واحدة في ذبح عفتها بسكين الغدر وافترسها!!
ومضت الأيام وهي حبلى بثمرة المعصية، تنتظر ساعة المخاض لتلد جنيناً مشوهاً ملوثاً بدم العار، لا حياة فيه ولا روح!! وتكتشف الأم فتصرخ من هول المفاجأة، فكيف لابنتها العذراء ذات الأربعة عشر ربيعاً أن تحمل وتلد؟!!!
أسرعت إلى الأب لتخبره وليتداركا الأمر ولكن هيهات، فالحمامة قد ذبحت ودمها قد سال!! والنتيجة إيداع الذئب السجن. والفتاة إحدى دور الرعاية الاجتماعية.. البداية كانت الحجاب الفاضح والنهاية ...!!![/CENTER] "أيها المعاكس قف" القصة الثــــــالثة : الفـــــــاجعة... [CENTER][SIZE="3"] لم يكن انتقالنا مع بداية الإجازة إلى مسكن جديد أمراً عادياً.. بل كان حدثاً مؤثراً في عائلة مكونة من أبٍ وأمٍ وثلاثُ بنات. لقد اتسع المكان.. وأصبح أبي، وأمي يُقيمان في جناح كامل.. وانفردتُ عن أُختي بغرفة مستقلة. قالت والدتي محادثة أبي وهي فرحة مستبشرة: سندعو جميع معارفنا. الآن فقدت يا زوجي العزيز جميع الأعذار السابقة.. ها هو مجلس الضيوف كبير، وذاك مجلس النساء مؤثث بأجمل أنواع الأثاث.. وستقضي أنت وأصحابُك أسعد الأمسيات في هذه الحديقة الواسعة.ردد أبي بفرح عبارات الاستقبال وكأن الضيوف قادمون.. ثم أردف بسرعة وبدا أنه يتذكر شيئاً ما. قال: الآن مع بداية تقاعدي عن العمل.. سنملأ منزلنا بهجة وسروراً.. وأنساً وحبوراً. سيكون يا زوجتي مُلتقى الأحبة والأصحاب هنا.. ثم التفت إلى الجميع وهو يقول – وابتسامة جميلة تزين محياه - : آن لي الآن أن أستريح بعد مشوار العمل الطويل.. أربعون سنة خدمتُ فيها في مجال عملي.. قال وهو يحكي جُهده ويحصدُ زرعه: أحمد الله الذي أنعم علي بنعم كثيرة.. هذا أخوكم الأكبر مُدرس في الجامعة، والأصغر يواصل دراسته العليا في الخارج، وأنتن على أبواب التخرج – الحمد لله – قرت عيني بكم جميعاً فقد جمعتم بين العلم والأدب.. واسترجع الذكريات.. والتي تُحثه على التذكر.استند إلى كرسي وسط الحديقة ومد قدميه وقال: الحديث طويل.. إنه حديث أربعين سنة!! وارتسمت على محياه مُتعة ظاهرة وهو يسترجع الماضي ويُعدد سنوات عمره.. سنة.. سنة!! وأين قضاها ومن هم زملاؤه في العمل.. ثم التفت إلى والدتي – بعينين ضاحكتين – وأعاد قصة زواجهما منذ بداية خطبتهما.. ونحن نستمع ونضحك ووالدتي تعلق بكلمة أو سؤال.. ثم تتبعها ضحكة حيية! سعادة لا حدود لها ترفرف على منزلنا.. يُجملها محبة والدي لحديثنا ولطفه معنا وتلبية حاجاتنا.قضينا أشهر الصيف في المنزل الجديد وكأننا في عالم آخر.. وكانت الأيام تسير حلوة جميلة، خاصة مع الساعات الطوال التي كنا نجلس فيها سوياً نتجاذب أطراف الحديث. مع بداية العام الدراسي ظهرت حاجتنا إلى خادمة. فالمنزل واسع ووالدتي تحتاج إلى من يعينها على أعمال المنزل الكثرة والمتتالية.. فكان أن لبى والدي طلب الجميع لاستقدام خادمة بعد تردد وخوف.. واشترط استقدام زوجها معها وقال: لا تهم زيادة التكاليف.. أنتن أهم عندي من أموال الدنيا كلها! بل أنتن زهرة الدنيا وجمالها! كان المنزل يحوي ملحقاً صغيراً يقع في زاوية الحديقة الأمامية أجرينا فيه بعض التعديلات وأصبح ملائماً لاستقبال السائق والخادمة.. ونبه والدي على الجميع بعدم الذهاب مع السائق إلا عند الحاجة ومع زوجته حتى تكون محرماً له.. وأعاد وكرر التنبيه ليُسمع الجميع.. وحرك أصبعه وكأنه يتهدد ويتوعد من يخالف الأمر أطرقنا الرؤوس استجابة وقبولاً.أزفت بداية العام الدراسي.. وانتقلت أختي الكبرى إلى السنة الرابعة الجامعية، وأختي الوسطى إلى السنة الثالثة الجامعية.. وانتقلتُ أنا إلى السنة الأولى الجامعية. كان حُلماً يراودني، وكانت أمنية طالما هفت إليها نفسي.. ولا يعادل فرحتي بمنزلنا وغرفتي إلا اتساع المباني الجامعية وسعة قاعات المحاضرات وبهاء وجمال الحدائق وتنسيقها. فرحتُ بالجو الجامعي الجديد، وكان أن واجهتني ثلاث عقبات مع بداية المرحلة الجامعية: الأولى: نظام الساعات وترتيب المحاضرات ومعرفة مكانها.. والأمر الثاني: التعود على الجو الدراسي الجامعي.. أما الأمر الثالث: فهو تفرق رفيقات الصبا وزميلات المرحلة الثانوية التي أعتبرها من أجمل أيام حياتي وأكثرها سعادة ومرحاً.بدأتُ الدراسة في القسم الذي اختارته وتحمست له أختي الكبرى، ولكنني مع مرور الأسبوع الأول أحسست بعدم رغبتي في هذا التخصص.. بل وكرهي له.. عندها قررت الانتقال إلى قسم آخر.. وكان هذا القرار نقطة تحول في حياتي أيضاً. مع هذا التحول فقدت من تعرفت عليهن في القسم الأول وبدا من الصعوبة بقائي وحدي أثناء الفراغ بين المحاضرات.. فكنت أهرب لأسلم وأحادث زميلات القسم الأول.. ولكن لم تطل غربتي في هذا القسم الجديد سوى أيام قليلة.. حتى بدأت ضحكاتنا تتعالى ومعرفتنا ببعضنا تزداد.. وعندها بدأت أنسى زميلاتي السابقات.. بل وزميلات المرحلة الثانوية حتى باعدت بيننا الأيام وطواهن النسيان.كان الجو العام مع الزميلات مرحاً دون ضابط وكنت أسمع النكات والتعليقات لأول مرة.. وبسرعة عجيبة تأقلمنا مع بعض، فأصبحنا نوآنس بعضنا بل ونشكو لبعضنا البعض. أما الشوق وحديث الهاتف وكشف خبايا النفس فإنه ديدن تلك الصحبة.. بل هو ملحها وجمالها.. وفجأة.. وقع ما لم يكن في الحسبان. في هذا الجو الجميل والحلم الأبيض عثرت قدمي.. والتهبت عواطفي.. صداع لازم فكري منذ أن رأيت ذلك الشاب لأول مرة. شاب يحمل صفات الأدب والخُلق.. فها هو منذ شهر وهو بصعوبة وحياء يرفع عينيه نحوي.. بدأ قلبي يضطرب عند خروجي من الجامعة وأصبحت عيني تهفو لرؤيته.. إنه فارس أحلامي!!حيناً في سكون الليل أتأمل وأستشعر الموقف وأراجع نفسي.. وصوت في أعماقي يُردد: لا تفعلي.. لا تتقدمي! يا بنية احذري.. انتبهي! إياك وهذا الطريق!! ولكن أسرني بأدبه وملكني بحسن تصرفه! لازلت أتذكر المرة الأولى التي رأيته فيها وكانت سيارته بجانب سيارتنا.. ولكن للطفه وحسن أدبه انتحى جانباً وأفسح لنا الطريق.. لم يُصوب نحوي عيناً ولم يتفوه بكلمة مثل بعض الشباب.. ما أجمل خلقه وما أنبل فعله!! بدأتُ أسارع بالخروج من نهاية المحاضرة الأخيرة، وأجري في الساحة وأنا أحمل قلبي المضطرب لكي ألقي نظرة عليه.. ربما يمر يومان أو ثلاثة لا أراه.. فتتغير مشاعري ويسرح فكري.ولكن أزال ذلك كله ما عطر سمعي من كلمة سمعته يلقيها إلي وهو بجوار سيارته ويفسح لي الطريق بقوله: تفضلي!! بقيت نبرة صوته ترن في أذني حتى خالطت شغاف قلبي وسرت في دمي.. (( تفضلي )).. بتلك النبرات الحنونة فتح لي عالم السعادة وأبواب المحبة.. لازلت أتودد وأتقرب إلى عقلي بمحبته لحسن خلقه وأدبه فقط!! وأخادع نفسي.. ماذا تؤثر نظرة؟ وإلى أين تؤدي كلمة؟! وهل أنا ضعيفة إلى هذه الدرجة؟! أين الثقة في النفس؟!ثم تأخذني العزة والكبرياء التي ينفخ فيها الشيطان من روحه.. فأقول: وهل أنا قشة في مهب الريح ليعبث بي؟! وهل أنا ساذجة لأكون فريسة جاهزة؟ ويُجيب الشيطان نيابة عني: أنا امرأة ناضجة.. أنا فتاة متعلمة.. أميز وأعرف مصلحتي.. لا خوف علي. سارت الأيام سريعة حتى رأيتُ بأم عيني تبسمه عندما رآني.. فكان أن عاجلت عيني بالهروب من عينه.. ولكن قلبي زاد خفقانه وارتعشت مفاصلي وسرى في دمي حديث النفس.. ما أجمل الابتسامة!! مع دخول فصل الشتاء. وفي يوم غائم بدأ رذاذ المطر يداعب المارة.. فهذا يهرب بسرعة وذاك يتقي قطرات المطر بيده. في ذلك اليوم الذي لن أنساه طول حياتي.. ألقى إلي بهمسة حانية وكلمة دافئة.. واقترب من نافذة السيارة ثم وضع ورقة صغيرة اخترقت المسافات بيننا لتصل إلى يدي!!سارعت لإخفائها.. بل والتلهف إلى ما فيها.. فإذا برقم هاتفه.. تسللت تلك الورقة مع أطرافي المرتعشة لتلامس مشاعري وأحاسيسي!! وعندما هويت على سرير غرفتي.. تناولت الورقة وقرأت ما بها مرة وثانية وثالثة. بكيت بحرقة وندم.. كيف أفعل هذا؟ وهل يُرضي الله عز وجل ذلك؟ وغداً كيف حُوسبت على كل خطرة وهفوة.. كيف إذا وسدت في القبر.. كيف أقود نفسي إلى الهاوية.. وأبي.. وأمي.. وعائلتي.. ومستقبلي.. عندها ضج الكون في أذني. وسقطت دمعات إيمانية لتروي ظمأي وحاجتي إلى التوبة والعودة والرجوع والأوبة، وحدثت نفسي وأنا أمسح آخر دمعة: إلى هذا الحد يكفي.. وتوبي قبل أن تندمي.
مع تقلب الأيام وقلة المُعين وضعف الإيمان عصفت بي العواصف.. وتلا ذلك كله لحظات فرح وسكون.. وصراع نفسي قاتل.. وتردد في المحادثة. عندها بقيت أياماً لا يقر لي قرار ولا يستقيم لي أمر.. ولا أهنأ بنوم.. بل صاحبت الدمعة.. ورافقت الشكوى.. ولم يفارقني الأنين والتوجع. بعد أسبوع من العواطف الجياشة ولحظات الندم المتتالية.. بقيتُ ليلة استعصى علي فيها النوم، ساهرة أتقلب من الفراغ القاتل على أحر من الجمر.. وكانت الخطوة الأولى في ليلتي تلك.
عبثت أصابعي برقم هاتفه.. حتى وصلت الرقم الأخير.. عندها سارعت إلى التوقف وأعدت سماعة الهاتف مكانها.. مرت محاولة أولى وتبعتها ثانية وثالثة وأنا لا أكمل الرقم الأخير.. ثم تلى تلك الليلة محاولة جامحة لسماع صوته فحسب.. وأقنعت نفسي بهذا الأمر.. فقط لسماع صوته.. وهل يُجيب بنفسه أم لا.. وهل يحب السهر أم لا؟ وكان عذراً مقنعاً لي.. فكان أن عبثت برقم هاتفه بسرعة وبقوة حتى سمعت صوته.. أعاد لقلبي نشوة اللحظات الأولى عندما سمعت صوته.. ( تفضلي ) .
بدأتُ في أيام أخرى أشتاق إلى صوته فلا أتردد في ذلك.. حتى لم أعد أطيق الصبر عن سماع صوته كل يوم.. وأصبح من سعادتي اليومية أن أحتفي بسماع نبراته الحنونة. بدأ عواء الذئب يتسلل إلى قلبي، وتحول ذلك الصوت القبيح إلى صوت تطرب له أُذني وتهتز لحضوره مشاعري.. نعم لقد كان صوت الذئب جميل ورخيم ويفيض عاطفة وسحراً.. وما علمت أن أصوات الذئاب كذلك حتى سمعته بأذني وهش له قلبي.. عندها أسقطت حاجز الخوف من الله عز وجل ومن محادثة الرجال.. الأمر عادي وما وضعته كان هالة من خوف الماضي وقسوة التربية.
وحدثت نفسي.. انطلقي خارج القيود.. تحرري من الأوهام... إنه فارس أحلامك ونشوة حياتك.. تمتعي بالشباب والجمال.. أشبعي حاجاتك العاطفية والنفسية.. سنوات عمرك تمر ولم تسمعي كلمة حب مثل غيرك من الفتيات.. وصرخ الشيطان في أذني: كل الفتيات لهن أصدقاء.. لماذا تخافين من خوض التجربة.. هل أنتِ ضعيفة إلى هذا الحد؟ ما الذي يؤخرك؟ وأين الحاجز الذي يمنعك؟. حطميه.. أسقطيه.. وانطلقي كما تُحبين. تغير نمط حياتي وأصبح نهاري ليلاً.. وليلي نهاراً.. جرس الهاتف له رنين في قلبي.. بل ربما تناولت سماعة الهاتف مرات عديدة لتوهمي أنني سمعت رنينه.. حرصت على البقاء في المنزل وعدم الذهاب مع أسرتي للزيارات والأفراح خوفاً من أن يهاتفني فلا أسمع صوته.
نعم قسوت على نفسي.. حتى تركت أفراحاً أُحبها وأتمنى حضورها.. بل لم أعد أستمتع بحديقتي الصغيرة التي كنت أعتني بها من قبل وأتابع نمو شجرها وتفتح وردها.. وأصبحت بسمة أبي الجميلة وفرحة أمي الحنونة سيفاً يؤرق مضجعي.. وصوتاً يؤنبني. بل أهم من ذلك كله صلاتي التي أصبحت أؤديها بدون خشوع ولا خضوع ولا حضور قلب.. وأحياناً يصادف وقت محادثته صلاة المغرب ولا أقوم للصلاة إلا بعد أذان العشاء.. وكأن الأمر لا يعني شيئاً.
لقد استبدلت تلك الضحكات الجميلة والنكات العذبة مع أهلي وأختي الوسطى خصوصاً.. بشرود دائم وتفكير مستمر.. وتساؤل يهز قلبي هل اتصل؟. وماذا قال؟. وماذا سأقول له؟. ويا ترى هل غضب مني؟. وكيف يفرح؟. وبماذا أتقرب إليه؟ همٌ متصل وتفكير دائم.. وقلق واضطراب.. أصبح هو الوحيد في قلبي وفكري ومشاعري.. فلم أعد أرى أحداً في الدنيا سواه!!مرت الأيام تثقل كاهلي وفحيح صوته يتسلل إلى قلبي.. وسرت معه في طريق مُظلم ودرب متعرج.. محادثة ومهاتفة.. ورؤية ومشاهدة حتى وقعت بسرعة عجيبة في أردان الفاحشة.. وما كنت أظن أنني سأكون كذلك أبداً.. في يوم أعدت حساباتي وأرقني سوء صنيعي فحاولت أن أبتعد عنه.. وقررت أن أنهي الأمر معه.. وأهرب من ظلام المعصية إلى نور الطاعة. ومن السعادة الزائفة إلى الفيء الجميل والظل الظليل.. حاولت أن أنهي كل شيء. تعذرت بالدراسة وبمشاغلي داخل المنزل وبقرب أختي مني وخوفي من سماعها مكالمتي له.. حاولت واجتهدت في ذلك.
وقلت في نفسي: لا تهم مشاعري وعواطفي في سبيل أن أبتعد عن المزالق.. وعندما احتد النقاش وثارت ثائرتي.. كان لي بالمرصاد وقال بصوت حزين وهو يسترجع الذكريات معي.. ويردد كلمات الحب والإعجاب وقاربت دموعه أن تتحدر على خده. قال وهو يظهر أنه حريص: لا تتركيني.. كيف أصبر عنك؟ لا تكوني قاسية.. لا تكوني ظالمة.. وأظهر ألم الفراق، وقلة الصبر، والشوق إلي ولكني تجلدت وصبرت وقلت: لا أريد هذه العلاقة ولن أستمر فيها ولا يوماً واحداً.
ولما رأى عزمي وإصراري تبدلت اللهجة وتغيرت النبرة واختفت الدمعة، وكشر عن أنيابه وقال: ماذا تفعلين بماضيك الجميل معي.. وتلك الصور.. وشريط التسجيل.. إلى أين تهربين.. ولمن تذهبين.. أنتِ خائنة.. لقد تعرفتِ على شاب غيري. احترت في أمري وتوالت لحظات الضعف على قلبي وانهمرت دموعي.. فعدت إلى طريقي مرغمة كارهة بعد أن كنت طائعة موافقة..
بدأ يقودني بلا رحمة إلى حيث يريد.. واستغل عواطفي ولعب على جراحي. وأخيراً.. عدت إلى نقطة البداية والوعود الجميلة.. وسألته: أين وعدك لي بالزواج والسعادة والبيت الصغير والأحلام الوردية.. وأين ابننا الذي سوف نسميه كما اقترحت ( مطر) تيمناً بذلك اليوم الممطر الذي رأيتني فيه. عندها بدأ الثعلب يراوغ.. ويتعذر كإنسان حقير نذل.. وقال وهو يبتسم ابتسامة صفراء: تعرفين ظروفي.. ألا تزالين صغيرة حتى اليوم.. يكفي أنك الأجمل في عيني.. ألا يكفي أن روحي هي روحك.
عندها.. غرقت في دموع الكرامة المجروحة وأظلتني سحابة حزن قاتلة.. أصابتنا غاشية من عذاب الله. فبنظرة من عيني.. وبعبث من أطراف أصابعي رسمت طريقي، وأزلت عفافي، وخلعت حيائي.. سقطتُ في الوحل وزللت في الهاوية وأصبحت ألعوبة في يده.. حتى كان ذلك اليوم الذي كنت بجواره فأمسك بنا رجال الأمن.. فإذا بي أستيقظ من سبات عميق وأزيل غشاوة على عيني وأردد بحرقة: ندمٌ.. وحزن هز كياني فانساب دمعي واستكان لساني ألقيت كل ما في قلبي وتوالت الصرخات من فمي معلنة قدوم الفاجعة.
وكانت بحق فاجعة! استبدلت فيها أسورة الذهب الجميلة التي أهداها إلي والدي، بسلاسل من حديد واستبدلت صوت أمي الحنون، بصوت السجانة الرهيب.. واستبدلت أزهاري المتفتحة، بوحشة المكان وضيقه!! حياة هانئة وسعيدة مع أبي وأمي وأختي غربت عنها السعادة وأصبحت لا أراهم.. بل والشمس التي في كبد السماء لا أراها.. لقد تغيرت أيامي وتبدلت أحوالي.
في هذا اليوم سقطت الأقنعة وعادت المُسميات إلى مواقعها الصحيحة.. في هذا اليوم أيقنت أنني كنت أسير في وهم وسراب.. وأن صديقي وفارس أحلامي وحبيبي كما كنت أقول.. لا يجوز أن يرى خصلة من شعري ولا جزءاً من أظفري.. وأما ما كنت أُجمله وأُحسنه من علاقة وصداقة.. فهو زنا وفاحشة.
في هذا اليوم.. ظهرت الحقيقة فإذا به: زان وأنا زانية.. وما كان بيننا من حب وعلاقة فهو: زنا وفاحشة.. يُجلد لها الظهر ويُغرب لها البكر.. ويرجم لها المُحصن.. وتقطع لأجلها الرقاب. تبدت لي معالم جديدة.. وكانت بحق فاجعة في المسمى والفعل.. وما أصدق الشاعر وهو يحكي واقعاً مريراً عشته بكل تفاصيله:
أختي الحبيبة: مع مرور الأيام.. فإن الإنسان بحاجة إلى أن يبسط تجربته في الحياة حلوها ومرها.. صفوها وكدرها من مبدأ النصيحة.. خاصة في مثل هذا الزمن الذي تتصارع فيه الفتن وتتكدر فيه المشارب.. إنه زمن الضعف وخداع المسلمات الغافلات. هذه ليست قصتي وحدي.. بل قصة كل من سمعت عواء الذئب وانتظرت الحمل الوديع وسارت إليه.. وقد يكون الله عز وجل أمهلها وأظلها بسترة وقد تؤخر لها العقوبة في الآخرة. هذه قصتي بين يديك أبسطها.. كتبتها ذات مساء للزمن ولمن يقرأ في هذا الزمن.. ولا زلت أرفع صوتي كل صباح.. أين أنا.. وكيف أتيت إلى هنا.. أين غرفتي؟ وأين أختي؟ وأين تدليل أبي؟ وإلى متى سأمكث في هذا السجن المُظلم؟ لقد عصيت الله عز وجل معصية واحدة فتتالت علي السيئات نعم (وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ) [سورة النور الآية: 31] فخالفتُ وعصيت وأطلقت بصري حتى سار مع المعصية وأيقظته الفاجعة.وبعد أن زلت بي القدم وعثرت الرجل وتفرق أهلي وغادرت السعادة حياتي وماتت أزهاري وكرهتني أختي وتبرأ مني أبي الحنون.. وحُق لهم جميعاً ذلك.. بدأت خطوات التوبة بقلب صادق ونفس مقبلة على الله. الفاجعة. لعل كل الفتيات تتعظ الله يستر كل نساء وبنات المسلمين واقول لكل شاب حاول او غرر بفتاه لا تتضحك فالمهم فى الاخر افعل ما شئت فكما تدين تدان | |
|
ayame مراقبه
الهوايات : عدد المساهمات : 1081 رصيد نقاطكـ : 1424 تاريخ التسجيل : 26/07/2011 الموقع : الدمام لقب اضافي : ^_^الورده السوداء^_^
| |
rena المديرون
الهوايات : اوسمتي في المنتدي :
عدد المساهمات : 1393 رصيد نقاطكـ : 1883 تاريخ التسجيل : 06/05/2011 العمر : 29
| موضوع: رد: مجموعة قصص واقعية ومؤثرة لكل من يبحث عن ......... الإثنين أغسطس 01, 2011 12:22 pm | |
| لا حوله ولا قوة اللا بالله شكرا يا عسل على هذه القصص المفيده يسلمووووووووو على المجهود | |
|
مجنونة اليابان نائبة المديره
الهوايات : اوسمتي في المنتدي :
عدد المساهمات : 1115 رصيد نقاطكـ : 1563 تاريخ التسجيل : 11/07/2011 العمر : 29 الموقع : الرياض لقب اضافي : semo^_______^
| موضوع: رد: مجموعة قصص واقعية ومؤثرة لكل من يبحث عن ......... الإثنين أغسطس 01, 2011 6:12 pm | |
| | |
|